3 - المهمة
" لماذا وافقت ؟؟ ... تبا "
قالها أزم بصوتة عالي كأنه يخاطب نفسه، و استلقى
على سريره يتفرج على سقف الغرفة كأنه يقرأ الإجابة على هذا السؤال الذي يدور في
ينفسه .. انه يدرك المخاطر التي اقحم نفسه فيها جيدا ، لكنه رغم هذا فان احساسا
غريبا داخله يريده أن يخوض هذه المغامرة العجيبة ، حتى وان كلفته حياته ، هو دون
شكل لا يريد ان يموت ، ولكنه ايضا لا يريد ان يعيش حياة خالية من المتعة و الرغبة
..
وفي نفس اللحظة رن جرس الشقة ، فقال وهو
مازال مستلقيا على السرير :
" ها هو صوت القدر ينادي يا أزم ..
ترى ماذا يخبأ لك أيضا من مفاجآت "
ونهض عن سريره وأخذ حقيبة صغيرة للملابس
كانت ملقاة على حافة السرير و فتح باب الشقة ليجد سارة تنتظره قائلة :
-
هل جهزت نفسك ؟؟ السائق بانتظارنا
فخرج من الشقة وقال وهو يغلق الباب خلفه :
-
نعم ، لم يبقى سوى الذهاب لمقهى "إيدي" ، لآخذ ساندويتشاتي
..
سألت "سارة" ضاحكة وهما نازلان
من الدرج :
-
لماذا دائما أراك و الساندويتشات في يدك ، ألا تعرف أنا عادة غير صحية
..
-
لا أصدق هذه الشائعات ، كما أنني أحب هذه الساندويتشات ، ولقد تعودت
على أكل الخبز في بلادي ، حتى أنني لا أشبع إلا إذا أكلت خبزا مع أي وجبة أتناولها
.
عبس وجه "سارة" وهي تقول بجدية :
-
يجب أن تنسى عاداتك كلها يا "آزم" .
-
وهل من المفروض أن أنساها اليوم !!؟؟
كانا قد وصلا إلى السيارة وعندما ركباها
قالت "سارة":
-
عموما ، ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي ستذهب فيها إلى هذا المقهى
..
-
أيجب عليك أن تذكرينني بذلك ؟!
وانطلقت بهم السيارة .. حتى وصلوا إلى
المقهى الصغير و نزل أزم من السيارة قائلا :
-
لن أتأخر ..
ودخل المقهى ، قائلا :
-
هل ساندويتشاتي جاهزة يا "إيدي"
وجد "إيدي" و عمال المقهى في انتظاره
، وقال "إيدي"
-
لا أصدق أنك ستعود إلى بلدك ، إنك حتى لم تنهي دراستك .
-
سأنهيها هناك يا صديقي ، فكما قلت لك حدثت أمور طارئة .
فقال أحد عمال المقهى :
-
ستعود ثانية أليس كذلك ؟؟
-
طبعا سأعود " إن شاء الله "
قالها وسلم عليهم جميعا و أخد الساندويتشات
من "إيدي" الذي ودعه قائلا :
-
إلى اللقاء يا "أزم" ، لا تنسى أن تراسلنا
فقال "أزم" وهو خارج من المقهى :
-
بالطبع لن أنسى . إلى اللقاء جميعا .
*****
بدى " ازم " هادئا وهو جالس في
السيارة ، الا ان " سارة " احست كأنها تسمع دقات قلب عالية و سريحة فضغطت
على يده و قالت :
" ربما يكون كلامي مبتذلا ، ولكنك
تنقد العالم "
نظر اليها " أزم "، دون يعلق على
كلماتها الاخيرة و بعد برهة من السكوت ، قال :
" متى سنصل "
-
" هنا " قالت " ها قد وصلنا "
في هذه الأثناء وقفت السيارة امام مبنى
سكني ، نزلا من السيارة و دخلا المبنى الذي بدا خاليا من أي سكان و ركبا المصعد
وصولا الى الشقة ، وطرقا الباب ، فذا برجل مجهول يفتح الباب قائلا : تفضلا ..
دخل ازم وسارة الصالة الفارغة حيث لحق بهما
الرجل الذي فتح الباب قائلا :
-
" سيد أزم .. ادخل هذه الغرفة و ستجد ملابس ارجو منك ان تلبسها ،
نفس الشي بالنسبة يا انسة سارة ستجدين ملابسا في الغرفة الاخرة "
بعد دقائق خرج أزم مرتديا بذلة سوداء قائلا
:
-
" واو ... بدلة غالية .. يبدو انكم تملكون بعض الذوق "
خرجت في هذه الاثناء سارة مرتدية فستانا
يبدو غاليا ، و اكمل أزم الذي لم يستطع تحويل عينيه من عليها قائلا :
-
" انسى ما قلته لك حول الذوق "
فتح الرجل الحقيبة و اخرج منها جوازي سفر
مد لكل واحد منها قائلا :
-
هذه جوازات سفر و وتذاكر طيران بأسماء مستعارة ، وهذه بطاقات
ائتمانية
فتح أزم الجواز و قرأ التذكرة و قال :
-
"لاس فيقاس ؟؟ ، انظري انظري !! ان اسمي " وليام هانك "
وضحك ...
و أخرج الرجل من الحقيبة قلما و قال وهو
يمده لازم :
-
الرحلة ستكون بعد ساعتين من الأن .. من مطار هيثرو .. وفي هذا القلم
ستجدون قرص تخزين صغير به كل المعلومات التي تحتاجونها عن المهمة و ايضا الفندق
الذي ستقيمون فيه ..
قالت سارة : "أهذا كل شيء ؟؟"
الرجل : نعم .
-
حسنا لنذهب " قالت سارة "
*******
حاول "ازم" ان يربط المواضيع
ببعضها البعض ، وحاول ان يفهم ما يمكن فهمه من هذه الكلمات الكثيرة و التي بالنسبة
اليه نوعا ما غير مفهومة ، وسارة تشرح له ماهية العملية التي سيقومون بها ..
" احمد الله على أنني قرأت بعض
الروايات البوليسية في ما مضى من عمري ، لولا هذا لكنت الان في مأزق " هكذا
قال ازم
سارة : " لا تستهن بالأمر يا أزم ، أي
خطأ بسيط قد يكلف حياة شخص ، أو حياتك انت ، وطبعا انت لا تريد ذلك "
أزم " لماذا تكلمينني كأنني طفل ، طبعا
لا أريد ان افقد حياتي ، وخصوصا انا في مقتبل العمر "
-
اذن فاسمع ما قلته لك" سارة قالت " و سأعيد من البداية لأننا
سنقوم بإتلاف قرص التخزين هذا..
سكتت قليلا كأنها تأخذ نفسا و أكملت قائلة
:
-
السنة الماضية اكتشفنا ان هناك مجموعة سرية غير معروفة قامت بسرقة
اسرار خطيرة من كل من انجلترا و فرنسا وايطاليا الولايات المتحدة الامريكية ،
بطريقة نجهلها تماما ، ولم نعرف حتى يف سرقت هذه الاسرار الا عندما وصلت للعلام
مستندات تدين وزير خارجية ايطاليا ، ولابد انك سمعت بالفضيحة .
-
نعم سمعت بها ، لان له علاقة قوية بالمافيا الإيطالية
-
عموما عندما حققنا في الامر اكتشفنا ان المستندات التي تدين وزير
الخارجية الايطالي وصلت لكبرى محطات الاعلام العالمية في وقت واحد ومن مجهول ،
وكأنما هو اعلان عن وجود تنظيم قوي قادر على هز زعزعة الامن
-
" تقصدين امن الحكام " قالها ازم بسخرية
-
اننا حاليا لا نعرف ما هي اهدافهم او البلد او الجهة التي ينتمون
اليها ، و وظيفتنا ان نحقق في الموضوع حتى نعرف من هم وراء هذا التنظيم
-
حسنا .
-
احفظ صورته هذا الرجل جيد ، فالهدف في حوزته ... هذا جوشوا تيبانا ،
صاحب كازينو و فندق ( أضواء الحقيقة ) ، اكدت التحريات بان هذا الرجل ينتمي لهذا
التنظيم وقد يكون احد القادة او على الأقل
أحد الأعضاء البارزين فيه ، ولدينا معلوما مؤكدة انه يملك القرص الرابع من مجموعة
اقراص استطعنا الحصول عليها ..
-
ماذا يوجد بهذه الأقراص
-
لازلنا لا نعرف ماذا يوجد في هذه الاقراص ، لأنها يجب ان تجمع اربعتها
لمعرفة محتوياتها ، ولكن من المؤكد بعض المعلومات عن هذا التنظيم السري .
-
واين يوجد هذا القرص الرابع حاليا ؟؟
-
تقول المعلومات هنا انه جوشوا تبيانا يملك خزنة في حجرة مكتبه في
الفندق خاصة بأموره الشخصية ، ومن المرجح انها هناك ، باقي هذه التفاصيل ، هي
معلومات عن الخزنة و النظام الأمني
-
ولكنك لحد الأن لم تخبرينني ماهي الخطة ، و ما هو دوري فيها .
-
سنخذ تفاصيل الخطة عندما نصل الفندق
استرخى ازم علم المقعد في حين قامت سارة بإتلاف
القرص الذي يحمل معلومات العملية ..
هل تريد التعليق على التدوينة ؟