أنا ضد المجتمع ..

لا أستطيع أن أنكر على نفسي وطنيتها ، فكنت و لا أزال و سأبقى أحب وطني (( ليبيا )) ... في حين أنني في هذا الوطن أحس بالغربة .. نعم الغربة .. أما السبب .. لا أعرف إذا كنت أجهله أم أن هناك العديد من الأسباب التي تدفعني للشعور بهذا الإحساس الغريب .. فقد ولدت في ليبيا و فيها ترعرعت و فيها تعلمت أن أكتب و أن أعشق و أن أكره و أن أعيش وطبعا فيها تعلمت أن أفكر ..
لنعد إلى الأسباب التي تجعلني أحس بالغربة في هذا البلد العظيم ، الذي لا يحس فيه الغريب بالغربة ..

أولا : الحب ...
في ليبيا الحب محارب من قبل الجميع ، محارب من العادات و التقاليد و المجتمع و الدين و العرف و محارب أيضا من قبل المحبين أنفسهم ، إذ أنهم يرضون بالتستر و خائفون من هذا المجتمع المزيف .. وهنا أشعر بالحاجة لاقتباس إحدى رباعيات الشاعر الراحل صلاح جاهين المشهورة:

ثانيا : العادات و التقاليد
كل يوم أحس أكثر من اليوم الذي سبقه بأني غير منتمي لهذا المجتمع المتعصب في عاداته و تقاليده ، هذا المجتمع الذي يحلل لنفسه ما أراد و يحرم ما لا يأتي في صالحه .. ثم يدعي أن تصرفاته نابعة من وفائه لدينه أو لقوميته ( الزائفة ) ..
ثالثا : النفاق
في هذا البلد ، كل منافق على طريقته - إلا ما رحم الله - ، و يستلذون النميمة و التحدث عن الناس خلال غيابهم ، و ترى أحدهم يقول ( هذا صديقي و أعرفه أنه كذا وكذا وكذا ) .. فنعم الصداقة ....
السبب الأخير لا أستطيع إدراجه تحت كلمة معينة أو بند بذاته .. فهناك الكثير من الأشخاص من يستعملون الدين إستعمالا خاطئا و يريدون به إرجاعنا للجاهلية .. والذي يحيرني و يغضبني في كثير من الأحيان أن هناك من يدعي قربه إلى الله و نسى آيته التي تقول ( وشاورهم في الأمر ) .. وهناك من يدعي الوطنية ونسى قول علي ابن ابي طالب ( إن لم يكن أخاك في الدين فهو نظيرك في الخلق ) .... وأشير بالموضوعين الأخيرين إلى قصة فصل الجنسين في الدراسة و قصة رجوع اليهود الليبين إلى ليبيا ..
هذا قليل من كثير من مساوء هذا اللبلد الذي أحبه أكثر من أي بلد آخر رغم كل التناقضات .. ولكن للأسف رغم حبي له فسأختار العيش في بلد آخر لو استمر الوضع على ما هو عليه ..