صندوق التنبيهات أو للإعلان

أسمي أنيس الشريف من مواليد مدينة يفرن بليبيا 1987 ، اهتمامتي جلها أدبية وروحانية خالصة ، مع بعض الميول السياسية و الثقافية و التكنولوجية ، لا أستطيع الرسم جيدا رغم حبي له ، فاخترت التصميم لإشباع قدراتي ، واخترت الشعر للرسم بالكلمات و اخترت القصة لسرد حكياتي ... هذا ما سأقول عن نفسي ، فبعض الأمور من الأفضل أن لا تقال ..!!
, ,

الوجه الآخر لليبيا .. بلد النفط الغنية !!!

أضف تعليق8:37 م, كتبها Libyan73

علي الجنيدي صالح المجبري  :
أعيش في هذه الأرض منذ أربعين سنة ، ولا أملك فيها شبرا ، مرتبي 250د.ل  في الشهر و متوقف منذ 9 أشهر ، ولكنني سأنتظر ، فقد صبرت 40 سنة ، أستطيع أن أصبر أكثر ، فأنا متفائل بليبيا الجديدة ...

كم كنت أتمنى أن ما سأكتبه الآن ليس حقيقياً ، بل كنت أتمنى أنني لو أستطيع أن أبالغ قليلا في الموضوع ، ولكن ما سأكتبه هو شيء مبسط عن الحقيقة التي رأيتها بأم عيني ولكنني لم أستطع حتى الآن تخيلها ...

بدأت القصة عندما اتصلت بمدير الصحيفة إحدى الأعضاء في مجموعة من الشباب يسمون أنفسهم (مجموعة أبناء الثورات العربية) ، وقالت بأنهم استطاعوا أن يجمعوا مبلغا من المال عن طريق العمل الخيري و التبرعات وأنهم قرروا بأن يشتروا بهذه الأموال بعض (الأغطية و المواد الغذائية الضرورية) للتبرع بها إلى مجموعة من العائلات تسكن بيوتا من الصفيح !! .
فرحبنا بالفكرة  وخاصة أنه كان لنا قصة سابقة مع هذه المجموعة ، إذ دعتنا إلى إحدى حفلات جمع التبرعات ، وحدث معهم شيء مؤسف خلال هذا الحفل ، فقد سرقت منهم أموال التبرعات !! .
ولكن مع هذا لم يهتزوا بل واصلوا عمل الخير ، حتى وصلوا إلى نتيجة رائعة جدا بالنسبة إلى أعمارهم التي لا يتجاوز متوسطها 19 عاما ..
وكدعم منا لهذه المجموعة التي لا تحمل بين طياتها أي نوايا سياسية ، ذهبنا إلى مكان سكن العائلات – بيوت الصفيح - و يقع هذا المكان بتاجورا بجانب مصنع الإطارات و النضائد ، و بالطبع تعبنا قليلا حتى عرفنا المكان .
عندما وصلنا قابلنا سكان بيوت الصفيح بفرحة شديدة ورحبوا بنا و ضيفونا ، و كان أول سؤال سألته :
- هل نحن أول مجموعة صحفية تأتيكم ؟؟
فكان الرد بأننا المجموعة الثانية بعد قناة ليبية أتت و بثت تقريرا عنهم عبر شاشاتها ..
وقد سألت أحدهم واسمه عبد المجيد علي العباني :
- منذ متى و أنت تسكن هنا ؟ وماهي الدواعي التي جعلتك تسكن هنا ؟؟
فرد عليا قائلا :
- منذ سنة 2004 ، ولم يكن لي سكن في الأساس ، وقد كنت أعمل في ذلك الوقت في مصنع الإطارات ، و قدمت طلبا بتوفير سكن لي ، و بعد 6 أشهر وافقوا بأن أسكن هنا ، في منزل الصفيح هذا ..
وسألته :
- ولماذا لا تسكن في منزل خاص ؟؟
فرد قائلا باستهزاء :
- لا أملك مالا لاستإجار منزل خاص بي وعائلتي ، فما بالك بشراء منزل ؟؟؟ اتمنى ذلك ، فكما ترى حالة هذا الكوخ مزرية ، و يسرب مياه الأمطار داخل الكوخ كما أنه استهلك أكثر من اللازم ولا يصلح للصيانة ،
و سألته عن حالته الإجتماعية فقال :
- متزوج و عندي أربعة أبناء أعمارهم ما بين 3 أشهر إلى ال11 سنة .
سألته لأي مجلس يتبعون فرد قائلا :
- نتبع مجلس محلي تاجورا، ولكن لم تصلنا من أي مجلس أي معونة  ولم يأتنا أحد و أيضا نحن لم نذهب لأحد .
سألته :
- أين تعمل الآن ، وكم يبلغ مرتبك ؟؟
قال :
- أعمل حاليا في التعليم ، و أتقاضى منذ شهر أبريل 2011م 650 د.ل بعد الزيادات و قبلها كنت أتقاضى 350 د.ل فقط و عندما كنت أعمل في مصنع النضائد يتراوح مرتبي ما بين 200 د.ل إلى 250 د.ل .و ( وأخذ يضحك وهو يتذكر قائلا ) هناك شهر عندما كنت أعمل في مصنع الإطارات لم نتقاضى مرتبا و أيضا عدة شهور نتقاضى فيها بدل المرتب ( إطار ) لأبيعه ..!!
سألته :
- ماذا تريد الآن من ليبيا ، أو لنقل من المسؤولين ؟
قال :
- أريد فقط سكنا محترما لي و لعائلتي
أما بوعجيلا عياد المسلاتي و هو صاحب قصة مشابهة لعبد المجيد و الذي يسكن في كوخ الصفيح منذ 2003 و متزوج و لديه 3 بنات أعمارهم سنتين ، 14 و 16 سنة قال:
- أريد سكنا و زيادة في المرتب إذا أمكن ..
وأيضا نفس الطلبات للسكان الآخرين ..
هذه قصة المحظوظين من هؤلاء السكان و أقول ذلك لأنهم يتقاضون مرتبا 650 د.ل منذ 10 أشهر ، ومرتباتهم يتحصلون عليها .
 أما النصف الآخر - الغير محظوظ – من أمثال علي الجنيدي صالح المجبري و يسكن في هذه الأكواخ من 11 عام و صالح فرج الكانون 10 أعوام و سالم القافي 18 سنة و محمد عبد السلام 15 سنة و مبروك علي عقبلي الذي تزوج في هذا الكوخ منذ سنتين فهم لا زالوا يعملون في مصنع الإطارات و النضائد ، و لازال مرتبهم 250 د.ل فقط مع خصم 20 د.ل ، وأيضا لم يتقاضوا مرتباتهم منذ 9 أشهر !!!!!
والجدير بالذكر أن هؤلاء السكان لديهم تعويض من الدولة الليبية لم يحصلوا عليه حتى الآن.
كما عرض عليهم مبلغ 60 ألف د.ل من مصرف الإدخار نظير خروجهم من أكواخ الصفيح ولكنهم جميعا رفضوا ، وذلك أن 60 ألف غير كافية لتوفير سكن لهم في ذلك الوقت، إذ وصلت أسعار بعض العقارات الصغيرة إلى أرقام خيالية ، وقد كان بإمكانهم – لو أنهم نصابون – أن يأخذوا النقود و يبنوا بها كوخا آخر في منطقة أخرى ، في أيام حيث لا كان فيها حسيب و لا رقيب .
وبعدها رأينا خزان الماء الذي يستعملونه في الغسيل و أشياء كهذه ، وقال أحدهم بأن هذه المياه كبريتيه و ضارة بجسم الإنسان و غير صالحة للاستعمال و أيضا ضارة بالبيئة ، ولكن ليس لنا حل أخر.
هذا و قد أكدوا لنا بأنهم حموا مصنع النضائد و الإطارات من النهب أثناء الإنفلات الأمني . وأيضا أكد لنا ذلك أحد ثوار منطقة تاجورا.
وبعدها أتت ( مجموعة أبناء الثورات العربية ) وقدمت إليهم الهدايا و المعونات التي فرحوا بها ، ولم يحرم الأطفال من هذه المعونات ، حيث قدمت لهم الحلوة و أيضا صار شباب و بنات المجموعة يلعبون معهم ، وقد قال أحدهم :
-    إن هذه اللفتة لن ننساها لهم ، فهي أول معونة قدمت لنا ، وقد أعطتنا إحساسا رائعا ، فشكرا لهم .
و أيضا أضاف :
-    فقط أنهم الآن يلعبون مع أطفالنا - الذين ولد أغلبهم في هذه الأكواخ – لهو كافي لنا و أيضا كفيل برفع معنوياتنا .
وعندها وبعد أن أخد مصور الصحيفة ساسي حريب مجموعة من الصور لهم ودعناهم و أيضا وعدناهم في بذل ما بوسعنا لكي ننبه الرأي العام لأمرهم و أن نحكي للناس قصتهم .
وبعدها بيومين ذهبنا إلى مصرف الإدخار ، ووجدنا مدير الشؤون الإدارية ، وكان هو الوحيد الموجود من المسؤولين في المصرف و طرحنا عليه عددا من الأسئلة حول سكان ( أكواخ الصفيح ) بمصنع إطارات و نضائد تاجورا .
فسألناه : هل ملفات سكان أكواخ الصفيح موجودة لديكم ؟
فأجاب بأنه ليس الشخص المكلف بموضوعهم ، وليس من إختصاصه ، ولكنه أبدى تعاونه حيث إتصل بالمسؤول المعني بهوؤلاء السكان .
فتكامنا مع هذا المسئول في الهاتف و قال لنا أنه إنتقل إلى إدارة فرع الفرناج المختصة بالمشاريع السكنية
وأن هذه المجموعة بالفعل موجودة ملفاتهم كاملة و أنهم رفضوا المبلغ المقدر ب60ألف د.ل ، و قال أن مصرف الإدخار وعدهم بدراسة زيادة المبلغ المخصص لهم ، ولكن لم يتم ذلك بسرعة لأسباب بيروقراطية في ذلك الوقت !!
وعندما سألناه عن إمكانية تنفيذ مطالبهم بزيادة قيمة التعويض في الوقت الراهن ، فأجاب بأن المصرف لا يملك أي سيولة مالية ولا أي صلاحيات تخص ذلك ، أي أن المصرف مجمد بشكل كامل، ووعد بأنهم سينظرون في الموضوع بشكل جدي في حال تم صرف ميزانية مالية لهذه السنة وخول لهم بالمباشرة في أعمالهم .
و بعد ذلك توجهنا إلى وزارة الشئون الاجتماعية و لم نجد غير مديرة مكتب وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية، و عرضنا عليها ملف سكان أكواخ الصفيح.
وبعد أن اتصلت بالمكاتب ذات العلاقة بهذا الشأن تبين أن الوزارة لم يكن لها علم بهذا الموضوع، وعندها اتصلت بمكتب الكوارث ومكتب التنمية الإجتماعية وعدتنا بأنه سيتم تشكيل لجنة لهؤلاء السكان تدرس وضعهم السكني و الصحي و الإجتماعي في أقرب وقت ممكن.
وبعد أسبوع من ذلك اتصل بنا أحد سكان أكواخ الصفيح , قالو بأن لجنة بالفعل أتتهم و قامت بالحصر و البحث الإجتماعي و الإطلاع على أحوالهم المعيشية و السكنية، ولكن وحتى كتابة هذا الموضوع لم تقم الوزارة بفعل أي شيء أخر بخصوص هؤلاء السكان .
وختاما فأنني لا أستطيع إلا أن أقول – ومن وجهة نظري كاتب هذه المقالة – الغبي فقط هو من يرى بأن موضوع هؤلاء العائلات التي يبلغ عددها 21 عائلة يقبل التأجيل .

تعديل الرسالة…

هل تريد التعليق على التدوينة ؟