صندوق التنبيهات أو للإعلان

أسمي أنيس الشريف من مواليد مدينة يفرن بليبيا 1987 ، اهتمامتي جلها أدبية وروحانية خالصة ، مع بعض الميول السياسية و الثقافية و التكنولوجية ، لا أستطيع الرسم جيدا رغم حبي له ، فاخترت التصميم لإشباع قدراتي ، واخترت الشعر للرسم بالكلمات و اخترت القصة لسرد حكياتي ... هذا ما سأقول عن نفسي ، فبعض الأمور من الأفضل أن لا تقال ..!!
, ,

هيلين ( قصة قصيرة )

تعليق واحد1:03 م, كتبها Libyan73
هيلين

لم أكن أعرف أحدا بغرابه " مطيرة الخلف " أو المشهورة بـ " هيلين " ، و لا أعرف حقيقة كيف اشتهرت بهذا الاسم ، كل ما أعرفه هو ما يعرفه أهل قريتنا الصغيرة ، إنها تلك الفتاة التي تلبس لبس الفتيان و تخرج إلى المقاهي تدخن السجائر الرخيصة ، و دائما ما تسب و تلعن ، و تفتعل العراك مع الفتيان ، و لم يكن جيبها يخلو من " موس " أو " مطوة " و الويل كل الويل لمن يتجرأ و يتحرش بها ، عادة ما كنت أراها تجلس وحيده في أحد المقاهي القليلة في القرية تدخن و تشرب القهوة ، و أيضا في بعض الأحيان أسمع أنها تشاجرت مع فلان أو فلان ، أو تتشاجر مع أختها الكبرى ، وكنا دائما ما نسمعها في الشارع أمام بيتها تنعت أختها بـ " العاهرة " ، وعادة ما يتدخل الجيران في فضل الشجار و في بعض الأحيان الشرطة ..

" خيرية الخلف " أخت " هيلين " كانت عكسها تماما ، مفعمة بالأنوثة ، دائما متأنقة و جميلة ، و كانت من النساء القليلات التي يملكن سيارة في قريتنا ، و أعتقد أن ظروف الحياة هي التي أجبرتها على امتلاك سيارة نضرا لوفاة والدهما المبكر .
بداية معرفتي بـ " هيلين " كانت منذ خمس سنوات تقريبا ، حين ذاك أتت إلي و تحمل في يدها مجموعة كبيرة من المجلات و قالت :
" لقد عرفت أنك تهوى القراءة مثلي ، فإن كان بالإمكان أريد أن نتبادل المجلات و الكتب "
ودون أن تنتظر جوابي أخذت تريني المجلات التي في حوزتها ، و كأنها إحدى البائعات تقوم بدعاية لمنتجها ، وافقت طبعا وإن تعجبت كثيرا ، و أصبحت تأتيني كل أسبوع لنتبادل الكتب و المجلات ، ولا تتحدث معي ، فقط تأخذ ما عندي و تعطيني ما عندها .
بعد فترة من الزمن انقطعت زياراتها لمدة ستة أشهر تقريبا ، و قد سألتها عن سبب الانقطاع ردت ببساطة أنها كانت في " السجن " و لما سألتها عن سبب سجنها ردت " لقد أحرقت سيارة العاهرة " فعرفت أنها تقصد أختها ، لم أجرأ على سؤالها عن سبب الخلاف الذي يجمعها بأختها ، فلم تكن علاقتي بها المختصرة في تبادل المجلات و الكتب تسمح بذلك ، ولكن شدني الفضول لأعرف السبب ، فقررت أن أتقرب منها ، وأحاول أن أتجاذب معها أطراف الحديث عندما تأتيني ، فكانت أحيانا تتبادل معي الحديث و تتكلم دون توقف ، وأحيانا تحتفظ بالقناع البارد الذي يكسو وجهها المصفر ، وفي مرة من المرات سألتها :
" ما الذي تريدينه من الحياة "
ردت ببساطة 
" لا شيء "
فأصررت على الموضوع :
" لما لا تكملين تعليمك ؟؟ "
" لا حاجتي لي بذلك ، فأنا أقرأ ما أريد "
" ألا تريدين الزواج ، وتعيشي كباقي النساء ؟؟ "
" أنا لا أحتاج أحدا "
قالتها بغضب و عاد البرود لوجهها و أخذت من المجلات و ذهبت ، لم أعد لذلك الموضوع مرة أخرى ، لكنني ما زلت أريد أن اعرف سبب خلافها مع أختها ، فقلت لها مرة :
" لقد رأيت " خيرية " فالجامعة أكثر من مرة ، يبدو أنها بدأت تعمل هناك "
فلم ترد فقلت :
" لماذا الأمور بينكما متوترة "
" إنها عاهرة تستحق الموت "
" لماذا ؟؟ "
" تمارس الزنا ، ألا تعرف ما معنى عاهرة ، لو كنت رجلا لا امرأة و حبستها في المنزل ما لام عليا أحد ، لكنها تخرج و تفعل ما تريد "
" لماذا لا تتركينها تفعل ما تريد "
" والشرف ؟؟ ، هل أتركها تعبث بشرفها و شرفنا "
لم اعرف ماذا أقول ، فاخترت السكوت ، على الأقل الآن أعرف ما سبب الخلاف بينهما .
بعد فترة من الزمن سافرت للعاصمة للدراسة ، فلم أكن آتي إلا في العطل الرسمية و المناسبات ، و عندما أنهيت دراستي رجعت للقرية ، و قد مرة 3 سنوات لم أرى فيها " هيلين " ، سألت عليها أحد الأصدقاء ، فقال :
" اختفت "
" مذا تقصد اختفت "
" لقد قتلت أختها و اختفت ، الشرطة بحثت عنها و لم تعثر لها على أثر "
وعدت للمنزل حزينا و لا أفكر إلا في هذه الكلمات 
" والشرف ؟؟ ، هل أتركها تعبث بشرفها و شرفنا "



تمت بحمد الله

تعديل الرسالة…

تعليق واحد على { هيلين ( قصة قصيرة ) }

Troubled Mind يقول...
7 يوليو 2013 في 5:18 ص [حذف]

مبدع والله ^^(CLAP ...CLAP)

هل تريد التعليق على التدوينة ؟