صندوق التنبيهات أو للإعلان

أسمي أنيس الشريف من مواليد مدينة يفرن بليبيا 1987 ، اهتمامتي جلها أدبية وروحانية خالصة ، مع بعض الميول السياسية و الثقافية و التكنولوجية ، لا أستطيع الرسم جيدا رغم حبي له ، فاخترت التصميم لإشباع قدراتي ، واخترت الشعر للرسم بالكلمات و اخترت القصة لسرد حكياتي ... هذا ما سأقول عن نفسي ، فبعض الأمور من الأفضل أن لا تقال ..!!
, ,

العالم السفلي .. 2 .. العرض

تعليقان11:56 م, كتبها Libyan73
2 – العرض

كان مكان اللقاء عبارة عن فيلا  تبعد عن لندن بضع كيلومترات ، عندما دخل الشاب و الفتاة الفيلا ، إلتقاهما رجلان فتشه أحدهما و تكلم الأخر بجهاز اللاسلكي الذي في يده قائلا :
-         إنهم هنا ...
رد عليه صوت غليظ من اللاسلكي :
-         أدخلهما
دخلا غرفة مكتب أنيقة ، حيث يجلس على كرسي المكتب رجل في العقد الرابع من عمره ، وما أن شادهما دخلا حتى وقف بابتسامة عريضة ومد يده قائلا :
-         سيد " آزم زيدان " لقد أسعدني حضورك ، تفضل 
وأشار له على كرسي فجلس " آزم " على الكرسي دون أن يتكلم ، و جلست أمامه الفتاة و جلس الرجل على الكرسي الرئيسي ، قائلا :




"
-         ماذا نقدم لك ؟؟
-         شكرا لا أحتاج لشيء
-         حسنا كما تريد ، و أنت يا " سارة " أتشربين شيئا ؟؟
-         لا شكرا
-         حسنا ، حسنا .
قالها و فتح ملفا على المكتب و أخد يقرأ منه بصوت عالي :
-         " آزم زيدان " ، الجنسية ليبي ، العمر 23 ، تدرس الهندسة الإلكترونية في جامعة ( كامبردج ) ، لك 3 سنوات في لندن أليس كذلك ؟؟
رد " آزم " بابتسامة خبيثة :
-         أكثر أو أقل
أكمل الرجل من الملف :
-         ذكي ، موهوب ، تعمل في شركة ( ..... ) للإلكترونات ، هوايتك " البوكر " ، لكنك لا تلعب على الطاولات ذو المبالغ الكبيرة ، هل أستطيع أن أعرف لماذا ؟؟
رد بلا مبالاة :
-         معتقدات دينية
أكمل الرجل قائلا :
-         نريد أن نستخدم ذكائك ،
-         أريد 200 ألف باوند في الشهر
تفاجأ الرجل قائلا :
-         هذا مبلغ كبير
فابتسم الشاب ابتسامة غامضة وقال :
-         و الذي تطلبونه كبير .
ووقف مردفا و هو يدور في أرجاء المكتب :
-         أنتم أناس غير عاديين ، استطعتم أن تتعقبوني عن طريق هاتفي كما أعتقد ، أليس كذلك ؟؟ ، و من ثم استطعتم أن تحصلوا على ملفي الشخصي ، ونظرا لأني أجنبي فليس من السهل وضع يديكم عليه .
وقف في إحدى زوايا الحجرة ، ثم التفت و أكمل حديثه :
-         المعنى هو أنكم تملكون المال و النفوذ و القوة
في هذه اللحظة وقف أمام باب داخلي في الحجرة ، قائلا :
-         هل أستطيع أن أستعمل الحمام
ودون أن يسمع ردا فتح الباب الذي أمامه ووجد سيدة في الأربعين تقريبا أنيقة تجلس أما شاشة تلفزيون فقال " آزم " بابتسامته الغامضة :
-         عجبا ، انه ليس الحمام
فابتسمت السيدة بدورها قائلة :
-         لقد تأخرت قليلا
-         لقد أخرتني محاضرة الرجل عن تاريخ حياتي .
اتسعت ابتسامة السيدة ووقفت خارجة من الحجرة ، فأفسح لها " آزم " الطريق قائلا :
-         لم أعتقد أني سأجد سيدة  كـ"رئيس" لهذه المنظمة ، لكن لم يجبني أحد ما هو عمل هذه المنضمة ؟؟
ردت عليها السيدة و هي تشعل سيجارة :
-         ماذا تعرف عن الإنتربول ؟؟
-         ما يعرفه الجميع
-         نحن قسم خاص في اللإنتربول نعمل بشكل سري
ثم ابتسمت و أضافت :
-         أي أنه لا مجال لإعطائك ال200 ألف باوند في الشهر ، فنحن لسنا منظمة أجرامية كما ترى
ضحك " آزم " وقال :
-         لست طماعا لهذه الدرجة ، كل ما كنت أريده هو رد فعل الرئيس المزيف
ابتسمت السيدة و قالت :
-         يبدو أن لديك موهبة عظيمة في اكتشاف التزييف
-         أنتم الذين لديكم قدرات محدودة في التزييف ، فلقد نسيتي كأس الشراب الخاص بك على طاولة المكتب .
قالت " سارة " :
-         وكيف عرفت أنه لها
رد " آزم " :
-         انه في زاوية الطاولة و بعيد عن يد الرئيس المزيف ، أي انه كان وقفا في تلك الجهة شخص ما ، كما أنه يوجد نوعين من السجائر في منفضة السجائر .
قالت السيدة بابتسامة إعجاب :
-         جيد يا " آزم " ، عندما قدمت سارة تقرير العملية السابقة و ذكرتك في التقرير عرفت لست عاديا ، فليس هناك الكثير من الأشخاص في هذا العالم الذين يرون المسدسات و يجلسون في هدوء ، كما أنك صاحب عقل استنتاجي ، وهذه عملة أكثر ندرا ، لهذا نريد أن نستخدم ذكائك ، فما رأيك ؟؟
قال " آزم " بجدية :
-         الحقيقة أني لست من الأشخاص الذين تعتقدين ، كل ما أريده هو حياة عادية ، ليس لي مصلحة في العمل لدى الانتربول ، كما أن لديكم الكثير من أصحاب الخبرة من هم أفضل مني
ردت السيدة و ابتسامتها لم تفارقها :
-         إذا كل ما تريده من الحياة هو أن تعمل في شركة عادية ، و أن تحصل على زوجة محبة و أطفال ، إنها حياة جيدة ، ولكن هل هذا حقا ما تريده
سكتت قليلا ثم قالت بجدية :
-         معنا ستحصل على 20 ألف جنيه إسترليني شهريا ، ستوضع لك في حساب في سويسرا ، ستبيت في أفضل فنادق العالم ، سندربك أفضل تدريب في العالم ، سنكون ورائك في كل خطوة لنجعل منك عميل انتربول ممتاز ، معنا ستحارب الجريمة ، ستنقذ ألاف من الأبرياء ، ستحارب الإرهاب
قال " آزم " بسخرية :
-         إرهاب تقولين ؟؟ ، أليس هذه الكلمة أخذت أكبر من حقها في الآونة الأخيرة
ثم أضاف بجدية :
-         لحد الآن لم تعرضي علي شيئا يغريني
ردت بابتسامة خبيثة :
-         بل عرضت .
و أضافت و ابتسامتها تتسع :
-         حياة المغامرة ، إنك تحب المغامرة ، والمنافسة ، صدقني ستجد في هذا العمل الكثير من التحديات
-         ومن قال لك إني أحب هذه الأشياء
-         لست أنت الوحيد الذي يملك الفراسة
سكتت قليلا ثم أخرجت من معطفها ورقة و أعتطها له قائلة :
-         خذ مهلة للتفكير في الأمر و عندما تصل إلى قرار ، كلمني على هذا الرقم ، وصدقني لن تندم إذا قبلت عرضي لك
أخد منها الورقة و دسها في جيبه و نظر إلى " سارة " قائلا :
-         أعتقد أننا انتهينا ، هل أستطيع الحصول على توصيلة للجامعة ؟؟
ردت " سارة " :
-         بالتأكيد
وعندما خرجا قالت الرئيسة للرجل :
-         هل تعتقد أنه سيوافق
قال الرجل و في شفتيه ابتسامة إعجاب :
-         بل متأكد ، أنه ليس شخصا عاديا ، وسيكون إضافة كبيرة لفريقنا في هذه المهمة بالذات ، لكن أرجو أن يوافق بسرعة ، فنحن نحتاج إليه .
في هذه الأثناء كان " سارة " و " آزم " يخرجان من الفيلا ووقف " آزم " فجأة قائلا :
-         لقد نسيت شيئا ، انتظريني قليلا
وعاد إلى المكتب و فتح الباب و قال للرجل بابتسامة خبيثة :
-         بالمناسبة ، أنا أعرف أنك أنت الرئيس الحقيقي ..
وخرج و أقفل الباب تاركا المرأة في صدمة أما الرجل فقد قال :
-         أرأيت ، أنه فتى رائع
سألت المرأة :
-         كيف عرف ؟؟
-         لقد عرف بذكائه أن الأمر مفتعل ، كما أنه لاحظ نظرات " سارة " ، ولاحظ أيضا اهتمامي الزائد في متابعة الحوار الذي بينكما
ثم فتح ملف " آزم " , وكأنما يريد أن يعرفه أكثر و قال :
-         أرجو أن يوافق بسرعة
***********

كان " آزم " خارجا من محاضرة له في طريقه للذهاب إلى عمله حينما وجد " سارة " تقف أمام سيارتها في مكان إيقاف السيارات في الجامعة
-         يبدو أنك اشتقت إلي بسرعة ، لم يمض يومان منذ أخر لقاء
هكذا قال " آزم " بسخرية ، و ضحكت " سارة " قائلتا :
-         لا تغرق في غرورك ، جئت أدعوك للعشاء ، و أجيب عن أسئلتك إذا كنت تريد أن تعرف شيئا عنا
-         في الحقيقة لدي بعض الأسئلة
-         حسنا ، لنلتقي الساعة الثامنة في مطعم (.......) ، ارتدي بدلة
-         هل أبدو لك كشخص يرتدي البدل ؟؟
وقالت وهي تركب سيارتها :
-         الساعة الثامنة ، لا تتأخر
وانطلقت بسيارتها ، وقال" آزم " و كأنما يكلم نفسه :
-         تبا لماذا لم أطلب منها إيصالي للعمل
عندما أتت الساعة الثامنة دخل " آزم " المطعم يرتدي بدلة يبدو فيها وسيما على غير عادته ، ووجد سارة جالسة تنتظره على طاولة صغيرة معدة لشخصين ، وعندما رأته قالت :
-         أنت متأخر
-         أسف لم يكن الحصول على بذلة سهلا ، ما رأيك ، هل أبدو وسيما ؟؟
ابتسمت وقالت :
-         بعض الشيء
عندها أتى النادل و قدم لهما قائمة الطعام ، واختارا منها ما يريدان و عندما ذهب قالت " سارة " :
-         الآن اسألني ما تريد معرفته ، الرئيس أوصاني أن أجاوب على أي سؤال مهما كانت المعلومات سرية ، ولكن على قدر الحاجة طبعا .
-         طبعا ، طبعا ، السؤال يكون في عالم المخابرات على قدر الحاجة ، أعرف هذه المعلومة ، لكن هل عالم الإنتربول هو نفسه عالم المخابرات ؟؟
-         الحقيقة هما عالمان مختلفان نسبيا ، فالمخابرات تعمل في الخفاء ، أما اللإنتربول فهم يهملون علنا ، ويقتصر العمل على جمع الحقائق و المعلومات ، فليس من صلاحيات الإنتربول إلقاء القبض على المجرمين ، لكن ...
-         لكن ماذا ؟؟؟
-         لكننا لسنا فريق إنتربول عادي
-         ماذا تقصدين ؟؟
-         نحن فريق سري للغاية ، نعمل في الخفاء أيضا و مهمتنا جمع المعلومات الخطيرة ، أو المعلومات الصعب الوصول إليها ، وليس هذا فقط ، و مهمتنا أيضا أن نمنع وقوع العمليات الخطيرة كالاغتيالات و الانفجارات و تهريب الأسلحة وما إلى ذلك .
-         فهمت ، بمعنى أصح أنتم فريق مخابرات دولية
-         صحيح
-         لنفرض أني بدأت العمل معكم ، ماذا سيحدث في حياتي الحالية ، وماذا سأقول لعائلتي و أصدقائي ؟؟
-         طبعا عملك سيكون معنا سري للغاية ، فلسنا كالأنتربول العادي ، أي أنه لا يمكن أن تقول لأحد أنك تعمل معنا ، أما عن حياتك العادية فأتركها لنا ، سنقوم بإيجاد عذر مناسب و منطقي
عندها أتى النادل بالطعام و وعندما ذهب قالت " سارة " :
-         أهناك أي سؤال أخر
-         نعم سؤال واحد فقط
ثم أبتسم وقال :
-         أجمالك هذا طبيعي ، أم من صنع المخابرات ؟؟
ضحكت " سارة " و قالت :
-         طبيعي 100%
بعد قليل بدأ " آزم " و " سارة " يتحدثان حديثا طبيعيا كأي صديقين على العشاء و عندما انتهى العشاء و هما خارجان من المطعم قال " آزم " :
-         أخبري الرئيس بأني سأعمل معكم ، مع السلامة
 وتركها و في قلبه نشوة غامرة ، وكأنه أحس بالمغامرة التي هو داخل إليها

تعديل الرسالة…

تعليقان على { العالم السفلي .. 2 .. العرض }

محمد يقول...
14 يونيو 2011 في 10:26 ص [حذف]

شكرا لك المدونة رائعة وجميلة واتمنى لك مزيد من النجاح ...

NourAldeen Elgallai يقول...
16 مارس 2012 في 3:54 ص [حذف]

رائع .. أرجوا أن تقوم باكمال القصة ^^

والحمد لله على سلامتك // ومبارك النصر :)

هل تريد التعليق على التدوينة ؟