صندوق التنبيهات أو للإعلان

أسمي أنيس الشريف من مواليد مدينة يفرن بليبيا 1987 ، اهتمامتي جلها أدبية وروحانية خالصة ، مع بعض الميول السياسية و الثقافية و التكنولوجية ، لا أستطيع الرسم جيدا رغم حبي له ، فاخترت التصميم لإشباع قدراتي ، واخترت الشعر للرسم بالكلمات و اخترت القصة لسرد حكياتي ... هذا ما سأقول عن نفسي ، فبعض الأمور من الأفضل أن لا تقال ..!!
, ,

العالم السفلي .. 1 .. مطاردة

8 تعليق1:50 ص, كتبها Libyan73
العالم السفلي

1 – مطاردة

لندن ، 13 / 10 / 2005 ، الساعة الـ 11.50 قبل منتصف الليل

في ليلة باردة نسبيا ، جلس شاب على مقعد خالي في أحد منتزهات مدينة لندن ، وأخرج من الكيس الذي في يده ساندويتشا ، وما أن بدأ في تناوله حتى مرت أمامه فتاة تجري ، وتلتفت ورائها ، و بعد أن غابت عن عينيه ، ظهر 3 رجال يركضون أيضا و في أيديهم مسدسات ، ووقف أحدهم و أخرج من جيبه بطاقة بوليسية ليظهرها للشاب قائلا :
-         هل مرت فتاة من هنا ؟؟
-         لقد ذهبت من هناك
قالها بدون مبالاة و أشار إلى حيث ذهبت الفتاة ، و أكمل تناول الساندويتش ، وعندما انتهى ، أخرج من الكيس ساندويتشا أخر و قال :
-         يمكنك أن تخرجي الآن
خرجت من خلف مقعده ، و جلست تلهث بجانبه ، ونظرت إليه قائلة :


"
-         كيف عرفت أني هنا
قال و هو يلوك في فمه قطعة الساندويتش
-         توجد فتحة هناك و قد سمعت صوت قدميك على الحشائش ، فعرفت أنك دخلتي الفتحة وتوقعت أن تمشي عكس الاتجاه
-         لماذا لم تخبرهم بمكاني
-         لأنه أظهر بطاقة مزيفة
فقالت بتعجب :
-         كيف عرفت أنها مزيفة ؟؟
-         لأنه ليس شريطيا ، فالشرطة لا ترتدي بدلة " أرماني "
وسكت قليلا تم أضاف
-         وأيضا في عينيه نظرة .
-         ماذا تقصد
-         لنقل إنها ليست نظرة شرطي ، إنها نظرة شخص لا يخاف القانون ، أو بالأحرى لا يطوله القانون
فسكتت متعجبة ، و عندها انتهى الشاب من تناول الشطيرة وقف قائلا :
-         أنا ذاهب ، و أنصحك بالذهاب أيضا ، فهم سيعودون في أي لحظة الآن .
و عندما نضر إليها وجد بركة من الدم أسفل المقعد حيث تجلس ،
-         تبا ، لقد تلقيت رصاصة ،
هذا ما قاله و هو يحملها على ظهره ، و هنا قالت الفتاة بصوتها اللاهث :
-         إلى أين تأخذني
-         طبعا إلى المستشفى
-         لا أستطيع أن أذهب إلى المستشفى ، سيعرفون مكاني فورا
-         لا مفر من الذهاب ، ستموتين
-         أعطني هاتفك أرجوك ، سأطلب جماعتي أن يأتوني
توقف بها في أول مقعد و أعطاها الهاتف ، ثم نزع قميصه ووضعه فوق كثفها مكان الجرح ، وسمعها تتحدث في الهاتف :
-         بسرعة أنا في حديقة " ...... " و لقد أصبت
-         .........................
-         لا ليست خطيرة إنها في كتفي
-         .....................
-         نعم انه معي
-         ..............
-         حسنا سأنتظركم
و أقفلت الهاتف و قالت :
-         سيأتون بعد عشر دقائق
مرت الدقائق دون أن يزيدا حرفا واحد ، و كان الشاب في هذه الأثناء يمسك الجرح الذي في كتفها بقميصه ، و أتت السيارة وخرج منها رجلان و فتاة ، فقم رجل بحملها و الفتاة الأخرى و بمسك الجرح من يد الشاب ، و قالت الفتاة المصابة و هي تركب السيارة :
-         شكرا لك
وركب السائق و أنطلق بالسيارة بسرعة إلى أن اختفت من الأنظار .
             
*******

بعد شهرين من هذه الأحداث و في مقهى صغير في ضواحي لندن ، دخلت امرأة جميلة تلبس بدله من بدلات سيدات الأعمال ، و لقد كان منظرها متناقضا مع هذا المقهى الصغير ، و جلست في أحدى الطاولات حيث أتاها النادل قائلا :
-         أتطلبين شيئا " سيدتي "
-         كوبا من القهوة
-         أهذا كل شيء ؟؟
-         نعم
في هذه الأثناء دخل شاب المقهى الصغير ، قائلا بصوت عالي :
-         صباح الخير
الكل رد قائلا " صباح الخير"
ثم ذهب إلى شاب يشتغل في المقهى
-         هل ساندويتشاتي جاهزة يا " إيدي "
-         نعم ، نعم 5 دقائق و تجهز
ثم أردف " إيدي " هامسا :
-         أنظر هناك ،
وأشار حيث تجلس المرأة الأنيقة و أضاف :
-         لا أدري ماذا تفعل امرأة مثلها هنا ، لكنها جميلة أليس كذلك
ما أن رآها الشاب حتى ابتسم ابتسامة خبيثة و قال :
-         أراهنك بـ100 باوند ، أنها ستوافق على الخروج معي .. ما رأيك ؟
ضحك " إيدي " في سخرية و قال :
-         لك هذا
وذهب الشاب إليها مردفا :
-         اتفقنا
و عندما اقترب من المرأة قال :
-         هل استطيع أن أجلس هنا ؟؟
نضرت إليه قليلا ثم ردت :
-         تفضل
أخد الشاب مجلسه قائلا :
-         يبدو أن كتفك قد تحسنت
ابتسمت قائلة :
-         الفضل يرجع لك
-         لماذا أتيت هنا ، لا أضن أن سبب زيارتك لتشكريني فقط ، فالشكر لا يحتاج إرسال من يتعقبني
ابتسمت متعجبة :
-         هل كانوا بهذه السذاجة ؟؟
نضر إليها في جدية و قال :
-         ما الذي تريدونه بالضبط ؟؟ هل أخطئت عندما أنقذتك ؟؟
قالت في جدية أيضا :
-         لدينا عرض عمل لك
-         أسف ، لست مهتما بعمل المافيات
ضحكت قائلة :
-         ومن قال لك أننا مافيا
سكت الشاب و نضر إليها بجدية أكثر فتوقفت عن الضحك و قربت وجهها له قائلة فيما يشبه الهمس :
-         اسمع ، رئيسي لديه عرض لك ،  كل ما أريده منك أن تأتي معي و تسمع العرض ، و بعدها لك كامل الحرية في قبوله أو رفضه
فقطب جبينه قائلا :
-         إن لم يعجبني العرض ؟؟ ألن يتعقبني احد بعد ذلك ؟؟
-         إن لم يعجبك لن ترانا بعد الآن أبدا
-         حسنا متى سألتقي برئيسك ؟
-         الآن
سكت قليلا ثم قال :
-         ماذا تنتظرين ، لنذهب
و عندما خرجا من المقهى ، قال لها انتظريني قليلا لقد نسيت الساندويتشات ، عاد للمقهى و قد عادت ابتسامته الخبيثة إلى وجهه ، ومد يده لـ " إيدي " الذي بدا غاضبا نوعا ما :
-         الـ100 باوند و الساندويتشات يا صديقي
-         كيف استطعت .....؟
-         لن تعرف أبدا
و أخد النقود و الساندويتشات و خرج .
***********

تعديل الرسالة…

8 تعليق على { العالم السفلي .. 1 .. مطاردة }

joey يقول...
21 أكتوبر 2010 في 1:51 م [حذف]

أرجو كتابة أرائكم

Anonymous يقول...
26 أكتوبر 2010 في 12:03 ص [حذف]

حللللللوة....تقول رواية لأجاثا كريستي

منور يا مان, نستنوا في الباقي!

لكن ما زال ما عرفتش ليش المدونة اسمها العالم السفلي؟

خوك صلوحة

محمد يقول...
30 مايو 2011 في 11:05 ص [حذف]

الله جميلة جدا وكلام جميل القصة رائعة واتمنى لك النجاح ..

د.سمر يقول...
20 أغسطس 2011 في 4:12 م [حذف]

سأعود هنا بعد رمضان لأقرأ هذا النص الذي يبدو جميلا ومحمسا ماشاء الله :)

Anonymous يقول...
25 ديسمبر 2011 في 5:05 ص [حذف]

من المؤنس قراءة هذه السطور مجددا بعد مضي ما يقارب العام
فالحنين لتلك الأيام جاء بي إلى هنا.. رغم أن طريق الوصول للمدونة لم يكن هينا.. ولكن عثرت عليها في النهاية
لم أقرأ شيئا بعد.. أحببت فقط أن أسجل هذه الكلمات قبل الغوص في تللك الذكريات المختبئة بين سطور قصصك .. فلربما غرقت فيها فلن يسعني بعدها ترك تعليق.. حفظك الله ورعاك وسدد خطاك فيما يرضاه

joey يقول...
5 فبراير 2012 في 9:07 م [حذف]

كنت أتمنى لو تركت لي إشارة لتعرف عن نفسك .. و أتمنى جدا أن تكون قد أعجبتك هذه السلسلة ..
لقد توقفت عن الإستمرار في كتابتها لأسباب الثورة و ما بعدها ولكني سأعود في القريب العاجل و معي هذا المخزون من الحروب التي شهدتها و بعض الصور التي كنت أتخيلها و رئيتها حقيقة ... فأنتظرني

NourAldeen Elgallai يقول...
16 مارس 2012 في 3:32 ص [حذف]

أعجبتني القصة كثيراً أخي جوي أرجوا أن تقوم بكتابة بقية القصة ...

القصة مثيرة وممتعة .. بالتوفيق

Anonymous يقول...
20 يونيو 2012 في 4:56 ص [حذف]

ها نحن بعد ما يقاررب الستة أشهر
.. أعود لأتذكر .. لأحاول عيش ذكرى أيام فقدت للأبد.. فأهيم في كل بقعة مررت بها سابقا بحثا عن آثار باقية أتمسك بها لتؤنسني في وحشة جبرنا عليها .. .. كان هناك قصة لفتى رحال أو ما شابه ذلك مع شيخ قبيلة ..و تلك الفتاة ااتي كانت تحمل معها "موسا " او مايسمى بالبوخوصة.. رأيتها في الجوار في المرة السابقة... كانت فتاة سعيدة..

هل تريد التعليق على التدوينة ؟